الرئيسية
التسجيل
دخول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه وجنده
أما بعد :
فقد روى الترمذي وابن ماجة واحمد وابن حبان وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :"إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ"
حسّنه الشيخ الألباني
وفي رواية أخرى لأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقبل توبة عبده - أو يغفر لعبده - ما لم يقع الحجاب " . قيل : وما وقوع الحجاب ؟ قال : " أن تخرج النفس وهي مشركة "
ولكن عندما نتمعن في هاتين الروايتين نجد أنهما تخالفان آيات الله تبارك وتعالى
ولنضرب بعض الأمثلة والتعليق عليها
قال الله تعالى في سورة النساء : إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)
كما نلاحظ في هاتين الآيتين الكريمتين ان الله تبارك وتعالى يقول بشكل واضح وصريح إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
وبصرف النظر عن اختلاف العلماء في تفسير معنى ( قريب ) فالواضح جدا ان العلماء الذين قالوا ان معناها المبادرة في التوبة هي الأقرب للصواب والدليل على ذلك هي الآية التي تلتها إذ يقول الله تبارك وتعالى وبشكل واضح وصريح : وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر احدهم الموت قال إني تبت الآن ، وإلا فإن فرعون قد تاب قبل ان يغرغر
قال الله تعالى في سورة يونس عن فرعون حين ادرك انه غرق لا محالة : حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
فجاء رد الله تعالى عليه : آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ما معنى : الآن وقد عصيت قبل ؟؟؟؟
والجواب هو :
ان الله تبارك وتعالى يقول ان التوبة التي اعتبرها والتي أقبلها هي التوبة التي يعقبها عمل وتصحح عملاً
لذلك من الصعب ان نحصي الآيات التي تقرن وتشرط التوبة بالإهتداء وعمل الصالحات
قال تعالى : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ ) توبة يعقبها عمل يكفر بها عن سيء ما سلف من اعمال
قال تعالى : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : ( إِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) ) توبة يعقبها عمل وتصحح عملا
قال تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) توبة يعقبها عمل
والأمثلة كثيرة جداً من كتاب الله تعالى ولا يسعني ذكرها ولكن يمكنكم العودة الى كلمة ( تاب ) في المصحف الرقمي وستجدون ان آيات التوبة كلها تقرن وتشرط التوبة بالعمل الصالح
إذن
مفهوم التوبة في القرآن الكريم هي توبة من يرجو الحياة ويُرجى بأن يعقبها بعمل صالح تكفر به عن سيء ما أسلف من أعمال
لذلك الحافظ بن كثير رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة النساء أتى بأحاديث مرفوعة وموقوفة ومرسلات ثم قال بمعنى الكلام : جملة الأحاديث تدل على أن التوبة التي يتقبلها الله توبة من يرجو الحياة وأما من يئس من الحياة فهذا الذي قال الله فيه : وليست التوبة للذين ... الآية
والله اعلم
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه وجنده
أما بعد :
فقد روى الترمذي وابن ماجة واحمد وابن حبان وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :"إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ"
حسّنه الشيخ الألباني
وفي رواية أخرى لأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقبل توبة عبده - أو يغفر لعبده - ما لم يقع الحجاب " . قيل : وما وقوع الحجاب ؟ قال : " أن تخرج النفس وهي مشركة "
ولكن عندما نتمعن في هاتين الروايتين نجد أنهما تخالفان آيات الله تبارك وتعالى
ولنضرب بعض الأمثلة والتعليق عليها
قال الله تعالى في سورة النساء : إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)
كما نلاحظ في هاتين الآيتين الكريمتين ان الله تبارك وتعالى يقول بشكل واضح وصريح إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
وبصرف النظر عن اختلاف العلماء في تفسير معنى ( قريب ) فالواضح جدا ان العلماء الذين قالوا ان معناها المبادرة في التوبة هي الأقرب للصواب والدليل على ذلك هي الآية التي تلتها إذ يقول الله تبارك وتعالى وبشكل واضح وصريح : وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر احدهم الموت قال إني تبت الآن ، وإلا فإن فرعون قد تاب قبل ان يغرغر
قال الله تعالى في سورة يونس عن فرعون حين ادرك انه غرق لا محالة : حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
فجاء رد الله تعالى عليه : آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ما معنى : الآن وقد عصيت قبل ؟؟؟؟
والجواب هو :
ان الله تبارك وتعالى يقول ان التوبة التي اعتبرها والتي أقبلها هي التوبة التي يعقبها عمل وتصحح عملاً
لذلك من الصعب ان نحصي الآيات التي تقرن وتشرط التوبة بالإهتداء وعمل الصالحات
قال تعالى : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ ) توبة يعقبها عمل يكفر بها عن سيء ما سلف من اعمال
قال تعالى : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : ( إِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) ) توبة يعقبها عمل وتصحح عملا
قال تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) توبة يعقبها عمل
قال تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) توبة يعقبها عمل
والأمثلة كثيرة جداً من كتاب الله تعالى ولا يسعني ذكرها ولكن يمكنكم العودة الى كلمة ( تاب ) في المصحف الرقمي وستجدون ان آيات التوبة كلها تقرن وتشرط التوبة بالعمل الصالح
إذن
مفهوم التوبة في القرآن الكريم هي توبة من يرجو الحياة ويُرجى بأن يعقبها بعمل صالح تكفر به عن سيء ما أسلف من أعمال
لذلك الحافظ بن كثير رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة النساء أتى بأحاديث مرفوعة وموقوفة ومرسلات ثم قال بمعنى الكلام : جملة الأحاديث تدل على أن التوبة التي يتقبلها الله توبة من يرجو الحياة وأما من يئس من الحياة فهذا الذي قال الله فيه : وليست التوبة للذين ... الآية
والله اعلم
عدل سابقا من قبل محب السنة في الأحد سبتمبر 10, 2017 12:02 am عدل 5 مرات
